القائمة الرئيسية

الصفحات

الحكمة من تحريم الربا علة تحريم الربا

علة تحريم الربا

تعريف الربا عند الفقهاء


الربا في اللغة:


مطلق الزيادة يقال ربا الشئ يربو إذا زاد ومنه قوله تعالى: { فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت} أي علت وارتفعت.


وفي اصطلاح الفقهاء :



عرفه بعضهم بأنه الزيادة في أشياء مخصوصة، وعرفه بعضهم بأنه فضل مال بلا عوض في معارضة مال بمال، وعرفه بعضهم بأنه عقد على عوض مخصوص غير معلوم التماثل في معيار الشرع حال العقد أو مع تأخير في البدلين أو أحدهما.



الحكمة من تحريم الربا



• أنه سبب العداوة بين الأفراد ويقضي على روح المودة والإخاء والبذل والعطاء.



• ومن أسباب تحريم الربا لأنه يؤدي إلى زيادة الأموال في يد فئة من الناس وهم الأغنياء دون تعب أو جهد إذ أنهم يعتمدون على جهد وكد غيرهم، ومن ثم يعيشون في هذا المجتمع عالة على غيرهم دون إنتاج أو استثمار حقیقی.



• أن الربا أحد الوسائل التي يعتمد عليها المستعمرون إذ يقومون بدفع أموالهم إلى بلادنا ثم يأخذون الفوائد الربوية عليها دون تعب أو جهد مما يؤدي إلى إرهاق المجتمع اقتصاديا وبذلك يسهل اختراقه وكسر شعبه.



• ومن الحكمة المهمة التي من أجلها حُرم الربا أن الإسلام دائما ما يدعوا إلى التعاون والإيثار والتراحم بين الناس وتتجلى هذه الصور في أن يقدم المسلم ماله لأخيه لقضاء حاجته دون إنتظار مقابل.



والإسلام حينما يهاجم الربا ويحرمه إنما يفعل ذلك لمصلحة الخلق وذلك لأمرين:



• إن الربا يمنع الناس عن الاشتغال بالمكاسب والتجارة، لأن صاحب الدرهم إذا تمكن بواسطة الربا من تحصيل الدرهم الزائد نقدأ كان أو نسيئة، خف عليه اكتساب وجه المعيشة فيكسل عن تحمل مشقة الكسب والتجارة والصناعة، فيؤدي ذلك إلى انقطاع مصالح الخلق.



لأن من المعلوم أن مصالح العالم لا تنتظم إلا بالتجارات والحرف والصناعات والعمارات فتقدم المجتمعات مرهون بالخوض في هذه الأمور وإحسانها والربا يؤدي إلى عكس ذلك.



• ومن حكمة تحريم الربا إن الربا يفضي إلى انقطاع المعروف بين الناس بدلاً من القرض الحسن



دليل تحريم الربا



وقد ثبت تحريم الربا بالكتاب والسنة والإجماع والمعقول



١- تحريم الربا في القرآن:



قولة تعالى: { الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبٰوا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطٰنُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوٓا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبٰوا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبٰوا ۚ فَمَن جَآءَهُۥ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِۦ فَانتَهٰى فَلَهُۥ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُۥٓ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولٰٓئِكَ أَصْحٰبُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خٰلِدُونَ } [ سورة البقرة : 275 ]



٢- السنة المطهرة



وردت أحاديث كثيرة تدل على تحريم الربا منها.



١- ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله (ص) قال: اجتنبوا السبع الموبقات قيل يا رسول الله ما هي ؟ قال الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا وأكل مال اليتم، والتولى يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات .



٢ - ما روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم. آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء " 



٣- الإجماع



أجمعت الأمة على تحريم الربا، وقد ذكر الماوردي لأنة محرم في الشرائع السابقة كلها.



٤- المعقول



الريا يقتضي أخذ مال الإنسان من غير عوض، لأن من باع الدرهم بالدرهمین نقدا أو نسيئة يحصل له زيادة درهم من غير عوض ومال الإنسان متعلق حاجته وله حرمة عظيمة.

قال صلى الله عليه وسلم: "حرمه مال الانسان كحرمة دمه"

فوجب أن يكون أخذ مال من غير عوض محرماً.