القائمة الرئيسية

الصفحات

لماذا غسل قلب الرسول حادث شق الصدر بالتفصيل

حادث شق الصدر وسؤال لماذا غسل قلب الرسول صلى الله عليه وسلم من الأمور المطروحة لدي بعض الناس وفي هذا الموضوع سنوضح ذلك بالتفصيل.


حادثة شق الصدر


قصة حادثة شق الصدر


مكث محمد صلى الله عليه وسلم عند حليمة السعدية عامين آخرين وقيل ثلاثة، وفي هذه المدة حدثت حادثة شق الصدر المشهورة، وملخص هذه حادثة شق الصدر كما ترويها بعض المصادر التاريخية أن محمداً كان يلعب أو يرعى الغنم مع أترابه من الأطفال خلف مساكن بني سعد، بينما هم كذلك إذا بطفل سعدي يجئ ويعدوا إلى حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حالة ذعر وفزع، وقال لها أن أخي القرشي جاءه رجلان عليهما ثياب بيض فأخذاه وأضجعاة على الأرض، وشقا صدره وغسلاه وأخرجا منه شيئا لا أدري ما هو ثم عاد الصدر كما كان.


سمعتْ حليمة السعدية كلام الطفل في استغراب ودهشة مما تسمع، وندعها هي نفسها تحدثنا فتقول : " فخرجت أنا وأبوه أي أبوه من الرضاع وهو زوجها أبو كبشة فوجدناه قائما ممتقعاً وجهه، فالتزمته وألتزمه أبوه فقلنا له مالك يا بني ؟ قال : جاءني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني فشقا صدري، فالتمسا فيه شيئا لا أدري ما هو، سمعت حليمة وزوجها حديث محمد، ولم يدريا كيف يفسرانه، بل خشية أن يكون هذا الذي أصاب الطفل مس من الجان، وتخوفا من عاقبة ذلك ونتائجه على الطفل، ومسئوليتهما عنه فقررا أن يعودا بالطفل إلى أمه .


هذا هو ملخص قصة حادثة شق الصدر كما جاءت في بعض كتب السيرة ولغرابة الحادثة، فقد ارتاب فيها كثير من الكتّاب المحدثين، وبشكل خاص المستشرقون الأجانب.


يري بعض الكتّاب أن محمدا صلى الله عليه وسلم مكث في بني سعد حتى بلغ الخامسة من عمره، وإذا كانت حادثة شق الصدر قد حدثت وهو في سن الثالثة كما تروي بعض المصادر، فمعني ذلك أن حليمة وزوجها قد عادا بالطفل  مرة أخري إلى ديارهما.


وعلى أية حال، فقد كان النبي يفتخر ويعتز بالمدة التي أقامها

طفلاً رضيعا في بني سعد، يُروي عنه أنه قال : " أنا أفصح العرب، فأنا قرشي، واسترضعت في بني سعد بن بكر "


لماذا غسل قلب الرسول


ويُعلم أن القلب الذي عملة ضخ الدم ليس هو المقصود إليه في الأحاديث وكتب السيرة، ويدل على ذلك أن الإنسان إذا نقل له قلب آخر لم تتغير عقائدة وثوابتة إلى عقيدة ذلك الإنسان المنقول قلبه.


وأما عن شأن العلقة المأخوذة من صدر النبي صلى الله عليه وسلم فيعد هذا الأمر من الغيب التي يرجع علمها وكيفيتها إلى الله عزّ وجل.


إن حادثة شق الصدر الشريف للنبي صلى الله عليه وسلم حدث مرتين، حدثت أول مرة وهو صغير بمكة المكرمة، كما جاء في صحيح مسلم، وهي التي أخرج جبريل فيها من قلبه علقة، وقال لة: إن هذا حظ الشيطان منه، والحادية الآخرين كانت في ليلة الإعراج عندما عُرج بها إلي السماء فغُسل قلبه الشريف، وامتلأ حكمة وإيماناً.


وكان يقول أنس رضي الله عنه: "كنت أرى أثر المخيط في صدره صلى الله عليه وسلم". وقوله في حديث : " فأخرج منه علقة، العلقة هي قطعة دم متجمد، فرماها عنه'


كلام بعض العلماء في حادثة شق الصدر


قال القرطبي رحمه الله: والعلق الدم، وهذه العلقة التي أُخذت منة هي القابلة للوساوس والمقاومة للشهوات، فأزيل ذلك عنه، وبذلك أعين على شيطانه حتى قدر علية.


وقال السهيلي رحمه الله: هذه العلقة يرجح أنها الجزء الذي يغمزه الشيطان في كل مولود إلا من سيدنا عيسى وأمه عليهما السلام، لقول أم السيدة مريم علية السلام في قوله تعالى: "وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ" ولا يشير ذلك أن عيسى  عليه السلام أفضل، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تم محو ذلك عنه وغسل أثره وبُدل عنة حكمةً وإيمانًا.


وقال القاضي عياض: ويرجح أنها الجزء الذي يعلق بحب الدنيا وميل الشهوات ويعرض له السهو والنسيان وغير ذلك من سبل الشيطان، ويرجح أنها الجزء القابل للوسوسة بتقدير العزيز العليم، فطرح ثم غسل أثره حتى لا يجد الشيطان إليه سبيلًا، كما أُخذت عن يحيى عليه السلام شهوة النساء.


ويتضح لنا من ذلك أنّ الذي غسل من قلب الرسول هو أخذ من الشيطان وبُدّل ذلك الأمر بالحكمة والإيمان.