القائمة الرئيسية

الصفحات

بيان فضل سورة البقرة ومقاصدها العطرة

سورة البقرة


سورة البقرة

ما فضل سورة البقرة فهي مدنية وآیها مائتان وسبع وثمانون آية سورة البقرة مدنية بأكملها بلا خلاف فيها بين العلماء، وهي أطول سورة في القرآن الكريم، وعدد آياتها مائتان وست وثمانون آية وقيل: مائتان وسبع وثمانون، وتضم سورة البقرة أطول آية في القرآن وهي آية الدين وتتحدث بجانب التشريع، شأنها شأن جميع السور المدنية التي تعالج النظم والقوانين التشريعية التي يحتاج إليها المسلمون في حياتهم الاجتماعية.


فضل سورة البقرة

وقد أتي في فضل السورة الكريمة ما رواه الإمام مسلم والترمذي بسنديهما عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله، يقول: " اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة ". 

قال معاوية: ابن سلام أحد رواة الحديث بلغني أن البطلة: السحرة. 

وروى مسلم والترمذي أيضا عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فئة سورة البقرة "

وروى الحاكم بسنده مرفوعا وموقوفا عن عبدالله بن مسعود عنه، قال: " إنّ لكل شيء سناماً وسنام القرآن سورة البقرة، وإن الشيطان إذا سمع سورة البقرة تُقرأ خرج من البيت الذي يقرأ فية سورة البقرة " . وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.

مقاصد سورة البقرة

١- التنويه بشأن هذا الكتاب العزيز الذي هو أصل التشريع السماوي، وأساس القانون الإسلامي، قال تعالى: ﴿ ذلك الكتاب لا ريب فية هديً للمتقين ﴾ 

٢- بيان الناس وموقفهم من الدعوة الإسلامية، وذكر صفاتهم، فبينت سورة البقرة صفات المؤمنين في ثلاث آيات، وصفات الكافرين في آيتين، وصفات المنافقين في ثلاث عشرة آية بداية من قوله تعالى: ﴿الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ﴾ إلى قوله: ﴿ ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إنّ الله علي كل شئٍ قدير ﴾

۳- إعلان التحدي لمن أنكر معجزة القرآن، قال تعالى: ﴿ وإن كنتم في ريب مما نزلنا علي عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ﴾

٤- بیان الدلائل الكونية المقرونة بالنعم الإلهية لإقناع الناس قضية البعث والمعاد، قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِى خَلَقَ لَكُم مَّا فِى الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوٰىٓ إِلَى السَّمَآءِ فَسَوّٰىهُنَّ سَبْعَ سَمٰوٰتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ ﴾ 

٥- بينت سورة البقرة  بداية الخليقة، فذكرت قصة آدم علية السلام، وما جرى عند تكوينه من الأحداث والمفاجآت العجيبة التي تدل على تكريم الله تعالی للنوع البشري، { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلٰٓئِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾إلى قوله : ( ﴿ قَالَ يٰٓـَٔادَمُ أَنۢبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ ۖ فَلَمَّآ أَنۢبَأَهُم بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّىٓ أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمٰوٰتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾ 

٦- بيان حال أهل الكتاب وخاصة اليهود من بني إسرئيل،لأنهم كانوا مجاورين للمسلمين في المدينة، فنبهت المؤمنين إلى خبثهم ومكرهم، وما تنطوي عليه نفوسهم الشريرة من اللؤم والغدر، والخيانة و نقض العهود والمواثيق، إلى غير ذلك من القبائح والجرائم التي ارتكبوها عبر تاريخهم المظلم، وقد تناولت سورة البقرة الحديث عنهم بداية من قوله تعالى : ﴿ يٰبَنِىٓ إِسْرٰٓءِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِىَ الَّتِىٓ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِىٓ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيّٰىَ فَارْهَبُونِ } إلى قوله: ﴿ وَإِذِ ابْتَلٰىٓ إِبْرٰهِۦمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى الظّٰلِمِينَ ﴾

٧- وأما بقية سورة البقرة فقد تناولت جوانب التشريعات المختلفة الدينية والدنيوية، وكان من أهم هذه التشريعات اختبار الناسفي أمر تحويل القبيلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام، بداية من قوله تعالى: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَآءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلّٰىهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِى كَانُوا عَلَيْهَا ﴾ إلى قوله : ( ﴿ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُۥ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِى وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِى عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ 

٨- بیان حال أهل الكفر والضلال يوم القيامة حين يتبرأ بعضهم من بعض عند يأتون العذاب، قال تعالى: ﴿ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمٰلَهُمْ حَسَرٰتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخٰرِجِينَ مِنَ النَّارِ ﴾

٩- بیان ما أحل الله تعالى للمؤمنين وما حرم عليهم من الأطعمة، ليقفوا عند حدود الله تعالى في مطاعمهم ومشاربهم، قال تعالى : ﴿ يٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبٰتِ مَا رَزَقْنٰكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِۦ لِغَيْرِ اللَّهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَآ إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾

۱۰- بیان فريضة الصيام التي فرضها الله على عباده المؤمنين، تطهيرا لقلوبهم وتزكية النفوسهم، بداية من قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين امنوا كتب علي الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } إلى قوله سبحانه: ( تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياتة للناس لعلهم يتقون ﴾

۱۱- الأمر بجهاد الأعداء المعتدين وقتال من يقاتل المؤمنين منهم، وحماية الدعوة الإسلامية والمؤمنين بها، وليس اعتداء على أحد، بداية من قوله تعالى: ﴿ وَقٰتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقٰتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوٓا ﴾ إلى قوله: ﴿ فَمَنِ اعْتَدٰى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدٰى عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوٓا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾

۱۲- بیان حرمة نكاح المشركات، وإنكاح المشركين، إذ النكاح من أهم مظاهر الولاء والبراء، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكٰتِ حَتّٰى يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتّٰى يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ أُولٰٓئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُوٓا إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِۦ ۖ وَيُبَيِّنُ ءَايٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾

۱۳- بیان حرمة معاشرة النساء في حالة نزول دم الحيض وعدم إتيان النساء في غير محل الحرث، قال تعالى: ﴿ وَيَسْـَٔلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَآءَ فِى الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتّٰى يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوّٰبِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾

١٤- بيان كيفية معالجة المشاكل الأسرية من حيث قضية الإيلاء، والطلاق، والعدة، والرضاع، بداية من قوله تعالى: ﴿ للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءو فإن الله غفور رحيم ﴾ إلي قولة تعالى : ﴿ والمطلقات متاعٌ بالمعروف حقاً علي المتقين ﴾

۱٥- بيان حال وأجر المنفقين في سبيل الله بداية من قوله تعالى: ﴿ مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوٰلَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنۢبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضٰعِفُ لِمَن يَشَآءُ ۗ وَاللَّهُ وٰسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ إلى قوله: ﴿ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوٰلَهُم بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾

۱٦- بیان حرمة أكل الربا والتعامل به لأنه من المعاملات التي لا تتفق مع المروءة الإسلامية، ولا الأخوة الدينية، ولا مع النظام المالي الإسلامي الذي يحرم أكل أموال الناس بالباطل، بداية من قوله تعالى : ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبٰوا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطٰنُ مِنَ الْمَسِّ ﴾ إلى قوله: ﴿ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلٰى مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾

۱۷- بيان كيفية التعامل بين الناس بعضهم مع بعض بالقرض و السلف، وذلك بكتابة الديون والإشهاد عليها، وتسجيلها في وثائق ببيان مقدارها ووقت أدائها، حتى لا يقع بينهم النزاع والشقاق، قال تعالى: ﴿ يٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلٰىٓ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ﴾ إلى قوله: ﴿ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهٰدَةَ ۚ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُۥٓ ءَاثِمٌ قَلْبُهُۥ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾

۱۸- وكما بدأت السورة الكريمة بأوصاف المؤمنين، فقد خُتمت ببيان حقيقة الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله دون تفرقة بينهم، ودعاء المؤمنين ربهم، ليتناسق البدء مع الختام، ولتكون السورة أتم الانسجام، قال تعالى: ﴿ ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِۦ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَمَلٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ﴾ إلى قوله: (أنت مولانا فانصرنا على القوي الكافرين ﴾

لقد حث النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً على قراءة سورة البقرة لما لة من فضائل قد ذكرنا بعضها في هذا الموضوع فسورة البقرة تعد من السور الكبري التي بينت وأحطات الكثير من القضايا والتشريعات التي تهم كل مسلم.