القائمة الرئيسية

الصفحات

رحلة "الاسراء والمعراج" بالتفصيل الممل وهل كانت الرحلة بالروح فقط أم بالروح والجسد؟

الإسراء والمعراج

سبب رحلة الإسراء والمعراج

رحلة الإسراء والمعراج بالتفصيل الممل سنضعها بين أيديكم، ففي هذا الجو الذي بدأ قاتما بعد موت خديجة، وبعد موت أبي طالب، وبعد ما لقيه الرسول من القبائل التي عرض نفسه عليها، ومع إصرار قريش علي مواقفها وعنادها وكفرها بالله ورسوله، في هذا الجو وبعد كل هذه المضايقات التي بدت وكأن الأمور تسير في الاتجاه المعاكس، أراد الله تعالي أن يسري عن نبيه، وأن يعلمه بطريقة عملية ألا يهتم بهؤلاء جميعا فما قريش وما مكة وما العرب جميعا أمام عظمة الله وقدرته، وماذا يكون هؤلاء في ملكوت الله الواسع الرحيب، أراد الله أن يأخذ نبيه إلي رحلة روحانية يطلعه فيها على عوالم وأكوان لا تخطر على بال بشر، وليريه من آياته الكبرى ويشرح صدره، ويعلي في العالمين ذكره، فكانت رحلة الإسراء والمعراج.


وقت رحلة الإسراء والمعراج بالتفصيل


ولم تحدد كتب السيرة زمنا معينا لرحلة الإسراء والمعراج بالتفصيل الممل، وإن كان المشهور الآن أنه وقع في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، إلا أن هذا التحديد لم يذكر في أي مصدر من المصادر التي تكلمت في حادثة الإسراء والمعراج ويعلق ابن قيم الجوزية (في كتابه زاد المعاد) على ذلك بقوله أن ليلة الإسراء "لم يقم دلیل معلوم لا علي شهرها ولا عشرها ولا على عينها، بل التقول في ذلك منقطعة مختلفة ليس فيها ما يقطع به، ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن أنها ليلة الإسراء بقيام ولا غيره بخلاف ليلة القدر، ولا يعرف عن أحد من المسلمين أنه جعل لليلة الإسراء فضيلة على غيرها"


ولا كان الصحابة والتابعون لهم باحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور، ولا يذكرونها ولهذا لا يعرف في أي ليلة كانت.


قصة رحلة الإسراء والمعراج بالتفصيل الممل


رحلة الإسراء والمعراج بالتفصيل كانت ولا تزال مثار جدل وخلاف بين العلماء، فهل كانت الرحلة بالروح فقط؟ أو بالروح والجسد معا؟ 


ومهما يكن من أمر هذا الخلاف، فإنا نستطيع أن نقول مطمئنين : إن الإسراء كان بالروح والجسد معاً لأن هذا هو سر الإعجاز في القصة، أما إذا قيل أن الإسراء كان بالروح فقط فلا غرابة حينئذ في الأمر ولا إعجاز، لأن الإنسان العادي يرى كثيرا في منامه رؤی غربية، ويرى أشياء قد يستحيل رؤيتها في اليقظة، ولا غرابة في ذلك ولكن العظمة في إسراء الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون بالروح والجسد جميعا، وهذا هو الذي يفهم من ظاهر الآيات التي

تحدثت عن الإسراء، يقول الله تعالى في السورة التي سميت بالإسراء : قال تعالى: " { سُبْحٰنَ الَّذِىٓ أَسْرٰى بِعَبْدِهِۦ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَا الَّذِى بٰرَكْنَا حَوْلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنْ ءَايٰتِنَآ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } " (سورة الإسراء )


الإسراء والمعراج في القرآن


والآيات التي أشارت إلى حادثة الإسراء المعراج بالتفصيل جاءت في سورة النجم في قوله تعالى : "{ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوٰى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوٰى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوٰىٓ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْىٌ يُوحٰى (4) عَلَّمَهُۥ شَدِيدُ الْقُوٰى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوٰى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلٰى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلّٰى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنٰى (9) فَأَوْحٰىٓ إِلٰى عَبْدِهِۦ مَآ أَوْحٰى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأٰىٓ (11) أَفَتُمٰرُونَهُۥ عَلٰى مَا يَرٰى (12) وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرٰى (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهٰى (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوٰىٓ (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشٰى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغٰى (17) لَقَدْ رَأٰى مِنْ ءَايٰتِ رَبِّهِ الْكُبْرٰىٓ (18) "

(سورة النجم)


رحلة الإسراء والمعراج بالتفصيل الممل


وملخص حادث الإسراء والمعراج بالتفصيل الممل كما روته كتب السيرة والحديث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في تلك الليلة التي حدث فيها الإسراء في بيت أم هانئ بنت عمه أبي طالب، وفي أثناء الليل جاءه جبريل ومعه البراق، وأخذه إلى بیت المقدس في فلسطين حيث كان في استقباله هناك جمع من الأنبياء فيهم : ابراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام، فصل النبي بهم إماما ركعتين، وبعد أن احتفوا به صعد إلى السموات والتقى باخوانه الأنبياء كلٍ في مكانه، فالتقى بسيدنا بأدم وإدريس ونوح ،وإبراهيم وموسى وهارون، وداود وسليمان ويحیی وعیسی وتحدث إليهم وهنأوه وحيوه، ثم ارتقى فوق السموات العلى حيث رأی من آيات ربه الكبرى، ورأى الجنة وما فيها من نعيم مقيم  وحور عين أعدت للمتقين، ورأى النار وما فيها من حميم وسعير أعدت للكافرين، ثم فرضت عليه وعلى أمته الصلوات الخمس .


وعاد النبي صلى الله عليه وسلم من رحلته في الليلة ذاتها، وفي الصباح أخبر أم هانئ بماحدث فأشفقت عليه من تكذيب قومة له، وأوصتة ألا يخبرهم بذلك لئلا يسخروا منه ويكذبوه، ولكن النبي لم يهتم بتكذيب قومه له وصمم على أن يواجه الموقف في شجاعة، وأن يخبرهم بما حدث ولكنهم كما كان متوقعاً منهم فكذبوه وسخروا منه، بل أكثر من ذلك اعتبروا القصة فرصة لهم لصرف الناس عن الإيمان به وتصديقه، فمن ذا يستطيع أن يصدق أن رجلاً يمكنه أن يذهب من مكة إلى فلسطين ويعود في ليلة واحدة! وهم يعلمون أن العير كانت تأخذ شهراً ذهاباً وشهراً إياباً بين مكة وفلسطين وهذا فضلا عن أن النبي صلى الله عليه وسلم قص عليهم قصة المعراج وهي أغرب من الإسراء !!.


ردة فعل المشركين من رحلة الإسراء والمعراج


أخذ المشركون يروجون ذلك ويحاولون حمل الناس على تکذبية وهرولوا إلى أبي بكر، وقالوا له : تعال واسمع ما يقول صاحبك، فقال لهم :ماذا يقول؟ قالوا: إنه يقول : إنه أُسْرىَ به من مكة إلى بيت المقدس وعاد إلى مكة في ليلة واحدة ..! فقال أبو بكر رضي الله عنه على الفور : إن كان قد قال ذلك فقد صدق، لأنه يخبرني أن الخبر يأتيه من السماء إلى الأرض من ليل أو نهار فأصدقه! وهذا أبعد مما تعجبون منه، وسمع النبي صلى الله عليه وسلم بما حدث من أبي بك، وأنه صدقه حتى قبل أن يسمع منه، فلقبه بالصديق وأصبح يعرف منذ ذلك الوقت بهذا اللقب.


والحق أن حادثة الإسراء والمعراج بتفاصيلها كانت فتنة وابتلاء من الله تعالی للمسلمين، فالذين عصمهم الله تعالى وأيدهم ظلوا على يقينهم ولم يضعفوا، لعدم إدراكهم حكمة الله البالغة من قصة الإسراء والمعراج، لكن شيئا من ذلك لم يؤثر في مسير الدعوة ومستقبلها وارتد كيد المشركين إلى نحورهم، وبدأت بشائر النصر.